٣ ـ أساس القسمة
ويجب ان تؤسس القسمة على أساس واحد أي يجب ان يلاحظ في المقسم جهة واحدة وباعتبارها يکون التقسيم فاذا قسمنا کتب المکتبة فلا بد أن نؤسس تقسيمها اما على أساس العلوم والفنون او على اسماء المؤلفين او على اسماء الکتب. اما اذا خلطنا بينها فالاقسام تتداخل ويختل نظام الکتب مثل ما اذا خلطنا بين اسماء الکتب والمؤلفين فنلاحظ في حرف الالف مثلاً تارة اسم الکتاب وأخري اسم المؤلف بينما ان کتابه قد يدخل في حرف آخر.
والشيء الواحد قد يکون مقسماً لعدة تقسيمات باعتبار اختلاف الجهة المعتبرة أي (اساس القسمة) کما قسمنا اللفظ مرة الى مختص وغيره وأخري الى مترادف ومتباين وثالثة الى مفرد ومرکب وکما قسمنا الفصل الى قريب وبعيد مرة والى مقوم ومقسم أخري ... ومثله کثير في العلوم وغيرها.
٤ ـ جامعة مانعة
ويجب في القسمة أن يکون مجموع الاقسام مساوياً للمقسم فتکون جامعة مانعة : جامعة لجميع ما يمکن أن يدخل فيه من الاقسام أي حاصرة لها لا يشذ منها شيء مانعة عن دخول غير اقسامه فيه
أنواع القسمة
للقسمة نوعان اساسيان.
١ ـ قسمة الکل الى أجزائه أو (القسمة الطبيعية).
کقسمة الانسان الى جزئية : الحيوان والناطق بحسب التحليل العقلي اذ يحلل العقل مفهوم الانسان الى مفهومين : مفهوم الجنس الذي يشترک معه به غيره ومفهوم الفصل الذي يختص به ويکون به الانسان انساناً. وسيأتي معني التحليل العقلي مفصلاً. وتسمي الاجزاء حينئذ أجزاء عقلية.
وکقسمة الماء الى عنصرين : الاکسجين والهيدروجين بحسب التحليل الطبيعي. ومن هذا الباب قسمة کل موجود الى عناصره الاولية البسيطة وتسمي الاجزاء طبيعية او عنصرية.
وکقسمة الحبر الى ماء ومادة ملونة مثلاً والورق الى قطن ونورة والزجاج الى رمل وثاني اکسيد السلکون. وذلک بحسب التحليل الصناعي في مقابل الترکيب الصناعي. والاجزاء تسمي اجزاء صناعية.
وکقسمة المتر الى أجزائه بحسب التحليل الخارجي الى الاجزاء المتشابهة أو کقسمة السرير الى الخشب والمسامير بحسب التحليل الخارجي الى الاجزاء غير المتشابهة. ومثله قسمة البيت الى الآجر والجص والخشب والحديد أو الى الغرفة والسرداب والسطح والساحة وقسمة السيارة الى آلاتها المرکبة منها والانسان الى لحم ودم وعظم وجلد واعصاب ...